Muqoddimah


بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأعزاء أقدم لكم ألفية البلاغة المسماة
(عقود الجمان في علم المعاني والبيان )
نظم الإمام العلامة جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911هـ
وقد نظم فيها كتاب تلخيص المفتاح لجلال الدين القزويني وقد اشتهر الإمام السيوطي بجودة النظم بل هو من أبرع الناظمين في زمانه .فقد نظم رحمه الله تعالى في أغلب فنون الآلة ولم يختر إلاالكتب المهمة الأجمع في كل فن  وماعليه اعتماد المتأخرين :
1-في (علم النحو ) فقد نَظَمَ  ألفية سماها : (الفريدة في النحو والتصريف والخط) وشَرَحهافي كتاب سماه [المطالع السعيدة ] وهو مطبوع.ولكنها لم تشتهر كما اشتهرت ألفية ابن مالك وعلى الأخيرة الإعتماد في هذا الفن.وقد نظمها في ثلاثة أيام.
2 _ ( في علم البلاغة )نَظَمَ  كتاب تلخيص المفتاح للقزويني السابق الذكر في ألفية تسمى (عقود الجمان في علم المعاني والبيان ) .وقد نظمها في يومين.
3- في (علم أصول الفقه ) نَظَمَ  كتاب جمع الجوامع للعلامة تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى الذي جمعه من زهاء مئة مصنف في الأصول في منظومه سماها ( الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع ) في 1480 بيت .
4-في (علم  مصطلح الحديث ) نَظَمَ  كتاب مقدمة ابن الصلاح في  ألفية لكنها لم تشتهر كاشتهار الفية الحافظ العراقي . لأنها أقعد في الفن ولإمامة مؤلفها وقد خُدمت بالشرح من نخبة من علماء الحديث .
وقد أوصى شيوخنا حفظهم الله تعالى بحفظ المتون لأنها  تُرَسِّخ العلم في ذهن الطالب  وتبني طالب العلم بناء محكماً.
وأعرف من طلاب العلم من حفظ هذه المنظومات وزاد عليها .
فأوصيك ياطالب العلم بحفظ هذه المنظومات ولاتنثني عنها الإ لعارض الموت ..ولاتقل هذا من المحال .. فإن كلَّ الفية لاتأخذ من طالب العلم سوى سنة واحدة فقط إذا واظب على حفظ ثلاثة أبيات كل يوم بإستثناء شهري رمضان والحج ..فإن كان طالب العلم لايستطيع أن يفعل ماذكر فليشتغل بالعبادة خيراً له .....وقد خُدمت هذه الألفيات بالشرح من عدد من العلماء.
وهذه المنظومة التي أقدمها أليكم لاأعلم أنها طُبعت مفردة إلى يومنا هذا فشمرت عن ساعد الجد وأمضيت في كتابتها زمنا ليس بالقصير وأتعبت نفسي رجاءخدمة لغة القرآن ورجاء النفع في الدارين... إلا أنها تحتاج إلى ضبط وتصحيح لبعض الأبيات ولإنشغالي عنها بعلوم أخرى أحببت ألا أحرم إخواني منها ممن هو بصدددراستها .
ولعدم تفرغي لضبطها آثرت نشرها على شبكة الإنترنت حتم يعم بها النفع للجميع .
راجيا الدعاء لي ولوالدي وذريتي ومشايخي ............والله من وراء القصد وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتبه أخوكم أبو عبدالله
       
الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي
المتوفى سنة (911 )هـ

 *وهو نظم لكتاب تلخيص المفتاح للخطيب القزويني المتوفى سنة (739)هـ




قال  الفــقير  عـابد   الرّحمن
و أفضـل  الصـلاة  و الســلام
وهذه  أرجوزة  مثل الجـــمان
لخصت فيها ماحوى التلخيص مع
ما بين إصلاح  لمــا  ينــتقـد
و ضمّ  ما  فرقه  للمشبه
و أن يزكى عمـلي و يــعرضا


الحــمد  للــّه  على  البـيان
عـلى  النـبي  أفصح  الأنـام
ضمنتها علم المعاني  والبيان
ضمّ زيـادات  كأمثال  اللمع
وذكــر  أشيـاء لها  يعــتمد
والله ربي أسـأل  الـنفع  بـه
عن  سوئه وأن  ينيـلنا الرّضا


مقدمة
يوصف بالفــصاحة المركــب
و غير ثـان  صفـه بالبـلاغـة
فصاحة  المفـرد أن لا تنفـرا
وعـدم الخلف  لقانون جلى
و فقــده غرابـة  قـد  ارتـجا
قيـل وفقـد كرهـه في السمـع
وفي الكلام فقـده فـي الظاهـر
في الكـلمات وكذا التعقيد مع
فالضعـف نحو جفـوني ولـم
وذو تنـافــر أتــاك  النصــر
كذاك أمدحـه الـذي  تكـررا
لخلل في النـظم أو  في الانتقال
وأن لا يكثــر التكــرّر
وحدّها فـي متكــلم شهـر
بلاغــة الكــلام أن يطابـــقا
فصــاحة والمقــتضى مختــل
فمقتضى تنكيره وذكره
كذا خطـاب للذكـيّ والغبـيّ
مع كلمـة تصحبها فالفعل ذا
والارتفاع في الكلام وجبا
وفقــدها انحطاطــه فالمقتضى
ويوصف اللفـظ بتلك باعتبـار
وقـد يسـمى ذاك بالفصـاحة
بطرفيـن حـدّ الاعجـاز عـل
هـو الـذي إذا لدونــه نــزل
بيــنهـما مراتب وتـتـبع
وحدها في متكلم كما
فهو فصيح من كليم أو كلام
قـلت ووصـف مـن بـديـع حـرّره
ومرجـع البلاغــة التـحــرز
والميـز للفصـيح من سـواه ذا
في النحو والذي سوى التعقد
وما به عن الخطا في التـأدية
وما عـن الـتـعقـيد فالبــيان


ومفرد  و منـشئ  مرتب
و مثـلها  في  ذلك  البــراعة
حروفـه كهعـخع استــشزرا
كالحـمد لـله العـلي الأجـلـل
كفاحــما ومرسنـا مسرجـا
نحــو جرشــاه وذا ذو منــع
لضعـــف تأليـــف وللتنافر
فصاحـة فـي الكلمات تتــبع
أجف الأخـلاء وما كنت عمى
كليس قـرب قـبر حـرب قبـر
والثالث الخفـاء في قصـد عـرا
إلى الذي يقصــده ذوو المقــال
ولا الإضافات وفيه نظر
ملكة على الفصيح يقتدر
لمقتـضى الحـال وقـد توافقــا
حسب مقامـات الكـلام يؤلـف
والفصـل الايجـاز خلاف غيره
وكلمــة لهــا مقـام أجــنبي
إن ليس كالفعل الذي تلا إذا
بأن يطابـــق اعتــبارا ناسـبا
مناسـب مـن اعتـبار مرتــضى
إفـادة المعنى بتركـيب يصـار
ولـبلاغــة الكلام ساحــة
ومالـه مقـارب والأسفـل
فهو كصـوت الحيوان مستفـل
بلاغة محسـنات تبــــدع
مضى فمن إلى البلاغـة انتـمى
وعكـس ذا ليـس ينالـه التـزام
شيخي وشيخه الامـام حيدره
عن الخطأ في ذكر معنى يبرز
يعرف في اللغة والصرف كـذا
المعنــوي يـدرك بالحـسّ قــد
محترز علـم   المعـاني  سميـه
ثـم البـديـع مابـه استحـسان