Fan Tsani


الفن الثاني:علم البيان
علم البيان هو ما به عرف
من طرق في الاتضاح مكمله
فسمها دلالة وضعية
وإنما يختلف الإيراد في
وما به أريد لازم وقد
مجاز وإلا فكناية وقد


إيراد معنى واحد بالمختلف
فاللفظ إن دلّ على الموضوع له
أو جزئه أو خارج عقليه
عقلية وليس في تلك يفي
قامت قرينة على أن لم يرد
يبنى على التشبيه أول ورد


التشبيه
هو الدلالة على اشتراك
لا كاستعارة بتحقيق ولا
فدخل الذي أداته فقد
أركانه أربعة أداته
وههنا ينظر في هذى وفي
فالطرفان منه حسيان
كالخد والورد ونور وهدى
فكل ما يدرك إحدى الخمس
منه الخياليّ كتشبيهه الشقيق
بالرمح من زبرجد في النظم
ما ليس مدركا ولو قد أدركا
ومنه ذو الوجدان نحو الألم
ولو تخيلا كتشبيه النجم
ووجهه حصول شيء أزهرا
وذاك في السنة ليس يوجد
لأن الابتداع يجعل الردى
وعكسه السنة فهي والهدى
يطرق في الخيال إن الثاني
وأوّل خلافه فهو كمن
من ثم وجه النحو في الكلام
هو الصلاح بالوجود والفساد
كون القليل مصلحا ويفسد
تفاوتا والوجه قسمين اقسمن
شبه في نوع وجنس ملحفه
*        منها الحقيقة كالحسيه
كمدرك الطرف من اللون ومن
والسمع من صوت ضعيف أو قوي
والشم من ريح كذاك اللمس من
ونحو ذلك وكالعقليه
*         ثم الاضافية كالإزالة
واقسمه واحدا مركبا عدد
في ثالث مختلفا والحس ثم
فكل ما شبه بالحسي صح
مرادهم بالحس ما افراده
الواحد الحسي حمرة خفا
في الخد بالورد وصوت قد ضعف
والجلد بالحرير والشيء بمن
فائدة وجرأة والاهتدا
نفعا بمعدوم وعلم بفلق
وذو تركب غدا حسيا
شبه بالعنقود من كرم لما
وحبه أبيض واستدارا
وما تركبا كقولي أخذا
والنقع فوق رءوسنا والأسيف
بجامع السقوط في أجرام
تناسقت أقدارها مفرقه
وما تخالفا كما الشقيق مر
وحسنه في هيئة بها تقع
تحرك إلى جهات فالأول
والثان كالبرق إذا بدا ولاح
وهيئة السكون ربما تلى
وذو تركب عن العقل انتسب
في مثل اليهود بالحمار
وراع في تعدد ما يحصل
وذو تعدد من الحسي كمن
وضده من بالغراب في الحذر
والثالث التشبيه للإنسان
وربما يؤخذ وجه للتشبيه
لقصد تلميح أو التهكم


أمر لآخر بمعنى زاكي
كناية ولا كتجريد خلا
كقوله صم ونحو ذا أسد
ووجهه والطرفان ذاته
أقسامه وغرض منه وفى
مختلفان أو فعقليان
والسبع والموت وجهل وردى
إياه أو مادته فالحسى
بعلم الياقوت والعود الرقيق
وغيره العقلي ومنه الوهمي
كان بحس لا سواء مدركا
ووجهه ذو الاشتراك فاعلم
بسنن بين ابتداع في الظلم
أبيض في جنب ظلام أغبرا
إلا على التخييل فيما يرد
كالماش في الظلمة ليس يهتدى
كالنور ثم شاع هذا وغدا
مما له البياض كاللمعان
تشبيهه بالشيب في الشباب عن
كالملح إذ يكون في الطعام
بالفقد لا ما قاله بعض العباد
كثرته فالنحو حقا يفقد
فغير خارج عن الطرفين من
بمثلها و خارج وهو صفه
كيفية تختص بالجسميه
شكل وقدر وتحرك زكن
والذوق من طعم كريه أو شهي
حر ومن برد ويبس وخشن
كيفية مثل الذكا نفسيه
للحجب في الشمس شبيه الحجة
وكلها حسي أو عقلي ورد
طرفاه حسيين والغير أعم
بغيره من غير عكس ووضح
تدرك بالحس وذا تعداده
والطيب واللذة واللين وفا
بالهمس والعنبر نكهة رشف
والواحد العقلي كالعراء عن
مع استطاب النفس فيما نقدا
والشخص بالسبع وعطر بخلق
في مفرد طرفاه كالثريا
حوته من صورته إذ نظما
وقارب الرؤية والمقدارا
من قول بشار مماثلا لذا
ليل تهاوى شهبه وتخطف
مشرقة طويلة الأجسام
في جنب شيء مظلم متسقه
والزهر في ربا في ليل ذي قمر
حركة أو وصف أو جرّد مع
كالشمس كالمرآة في كف الأشل
كمصحف القاري انطباقا وانفتاح
يقعى جلوس البدوي المصطلى
كمثل حرمان انتفاع مع تعب
زالحمل للتوراة والأسفار
به إذا أسقط منه خلل
شبه فنافى صفاته بفن
شبه طيرا والفساد والنظر
بالشمس في الحسن ورفع الشان
من التضادّ لاشتراك الضدّ فيه
كوصفه مبخلا بحاتم


فصل
أداته الكاف ومثل وكأن
تولى مشبها به وربما
قلت ولا يكون مثل إلا
وربما يذكر فعل ينبى
علمت زيدا أسدا والمبعد


والأصل في الكاف وما أشبه أن
تولى سواه مثل الدنيا كما
في ذي غرابة وشأن جلا
عنه فان كان مريد القرب
حسبته قلت وذا منتقد


فصل
غرضه يعود للمشبه
بيان إمكان وحال وكذا
يقضى بأن الوجه في المشبه
وفيه نقد ثم للتشويه
للفحم ذى الجمر ببحر مسك
ووجه ظرف كونه يبرز في
وبمشبه به الغرض عم
وذاك في المقلوب أو للاهتمام
إظهار مطلوب وكل ذا إذا
وقد يراد الجمع للشيئين في
فالأحسن العدول للتشابه


في أكثر الأمر وفي أغلبه
قدر وتقرير لها وكل ذا
به أتم وهو أشهر به
وزينة والظرف كالتشبيه
وموجه من ذهب ذي سبك
ممتنع أو قل في الذهن يفي
إما لابهام بأنه أتم
كجائع يشبه خبزا بالتمام
إلحاق ناقص بغير يحتذى
أمر ولم ينظر لنقص أو وفى
وذكره التشبيه من صوابه