Fan Tsalis


الفن الثالث:علم البديع
علم البديع ما به قد عرفا
مطابقا وقصده جلي


وجوه تحسين الكلام إن وفى
فمنه لفظي ومعنوي


المعنوي
منه الطباق بالتضاد مائل
في جملة من نوع أو نوعين
كمثل أيقاظا وهم رقود
طباق منفى طباق موجب
قلت وقيل الشرط في الطباق
وإنما يحسن مع مزيد
ومنه تدبيج بألوان ترد
ومنه نوع سمي المقابله
ترتب الثاني على الأوائل
اعفف وذم صل وعز وأفق
وقال في المفتاح مهما شرطا
قلت وذا المثال بالمفوّف
ثم مراعاة النظير جمع
تناسبا فان مناسبا ختم
ومنه الارصاد وذا أن تجعلا
تمامه إذا الرويّ عرفا
قلت بشرط أن يكون اللفظ دل
ومنه ما يدعونه المشاكله
لكونه صحبته تحقيقا أو
وقولهم قالوا اقترح شيئا نجد
ثم المزاوجة إن زواج في
والعكس تأخير الذي قدم في
أو جملتين اسميتين أوجلا
كلامه السابق قد يعود
قلت ومنه السلب والإيجاب إن
ومنه مدح الشيء ثم ذمه
ومنه الايهام ويدعى التوريه
إطلاق لفظ شركة ويقصد
مما يلائم القريب كاستوى
قلت لقد قصر في بيانها
وكل ما بلازم لا يقترن
فهي التي تجردت وألحقا
وسم ما يلازم الذي دنا
كلاهما قبل أو بعد ذكر
إلا بلفظ قبلها أو بعدها
واعدد هنا الترشيح والتوهيما
ومنه الاستخدام أن يرادا
ثم بمضمر لها البواقي
بآخر كجل عينا أحمد
ومنه الارداف بأن يذكر ما
فان أتى بما يكون أبعدا
واللف والنشر بأن يعددا
ولم يعين ماله توكيدا
مرتبا أو غيره معكوسا او
والخلف في الأفضل من هذين قر
والجمع أن يجمع في حكم عدد
إن الشباب والفراغ والجده
وعكسه التفريق أن يباينا
فان يعدد وأضاف ما لكل
وإن هما أدخل في معنى وقد
حكم فتقسيم تلا أو عكس ذا
إليه تفريقا وذا تقسيما
كيوم يأتي بعد لا تكلم
ويطلق التقسيم إذ ما استوفى
كلا إلى ملائم نحو يهب
ومنه تجريد بأن ينزع من
مبالغا في أنه فيها كمل
وإن سألت أحمدا لتسألن
يخاطب الانسان نفسه وقد
وأبلغ الأقسام ما قد ثنيا
بلوغه في الضعف أو في شدة
فان يكن عقلا وعادة ورد
فذاك إغراق كلاهما قبل
ما لم يقربه لذاك شيء
أو فيه نوع من تخيل حسن
قلت وبعض وهن المبالغه
وضدها التفريط عد اليمنى
وجعله للنوع جنسا عظما
ثمة منه المذهب الكلامي
على طريقهم كقوله علا
ومنه تفريع وذا أن يثبتا
لآخر له فان بما نفى
أفعل للوصف مناسبا وقد
فذاك بالتفضيل حقا دعيا
للوصف علة له تناسب
فتارة يكون ثابتا قصد
مالم تبن علته في العادة
وما قصد ثبوته من ممكن
ومنه تأكيدك للمدح بما
والأفضل استثناء وصف فضل
مقدرا دخوله فيه كلا
ومنه الاستثناء قبل وصف
ومنه أن يولى به معرفا
وما به استثنى يحوى الفضلا
ثمة الاستدراك في ذا الباب
وعكسه ضربان أن يستثنى
إن دخلت كمن ما فيه هدى
وإن يجئ تلو وصف ذمّ
وزيد بعد الذمّ وصف يوهم
ومنه الاستتباع مدح باللذا
وإن تضمن فيه معنىوهو لم
قلت الأصح الأول الوصف بنص
ومنه توجيه بأن يوافى
كقول من قال لأعور ألا
قلت الصفيّ فسر التوجيه أن
يوردها بغير ماله اشتهر
نحو ارتفاع في محله وجب
وجعل السابق من تفسيره
قال ونحو ذلك بالمواربه
بمخلص ولا يجي في الابتدا
كقوله قد ضاع شعري لما
والهزل ذو الجد فقل لمن أتى
قلت ومنه يقرب التهكم
وإن خلا الهجومن الفحاشة
تجاهل العارف سوق ما علم
مثل المبالغة في المدح البهي
كمعشر الظباء يا حور النظر
القول بالموجب أن يأتي إلى
شئ له أثبت حكم يثبت
عن نفيه عنه أو الثبوت له
على خلاف قصده مما احتمل
كقوله سلوت يا هذا عن
قلت ومنه يقرب التسليم أن
لازمه يصد إذ قد وجدا
وإن على الممكن مع ما ناقضه
كذاك الاستدراك والاستثنا
والاطراد ذكرك اسم من علا
بلا تكلف على وجه جلى
قلت ومنه الاحتباك يختصر
وهو لطيف راق للمقتبس
والطرد والعكس قريب منه
يقرر الأول بالمنطوق ذا
ومنه نفي الشئ بالإيجاب
وإن أتى في البيت وعظ لامع
حكاية التحاور المراجعه
ثم الترقي وهو ذكر المعنى
ومنه الاستطراد أن ينتقلا
والافتنان الجمع للفنين
والاشتقاق أخذ معنى من علم
ومنه الالغاز ونوع القسم
وخيره عندي ما فيه وفت
وجمعه مؤتلفا أو مختلف
وإن يكن في اللفظ لبس فيفي
وإن يزل لبسا عن الابهام
وإن أتى مشترك يبادر
حسن البيان زاد في المصباح
وقد وجدت مقصدا بديعا
قاعدة كلية يمهدها
مثاله لكلّ دين خلق
والنفي للموضوع قصدا صنعه
وإن أتى بجمل للمقصد
وصح حذف الوسط الموصول
ومنه تصحيف بأن يعتمدا


الجمع بين اثنين ذي تقابل
اسمين أو فعلين أو حرفين
يحيى ويميت وله تعديد
كاخش ولا تخش وذي تسبب
أن يأتي اللفظان بالوفاق
ولهم تطابق الترديد
مكنية أو تورية لما قصد
وهي مجيء أحرف مقابله
كمثل قولي في خطاب العاذل
أوخن وزك اقطع وهن وشاقق
في أوّل فالضدّ في الثاني اشرطا
يسمى ومن أنواعه عد الصفي
أمر وما ناسبه ويدعوا
مبتدأ تشابه الأطراف سم
من قبل عجز البيت ما دل على
والبعض بالتسهيم هذا وصفا
فان يك المعنى فتوشيح أجل
أن يذكر الشيء بلفظ ليس له
مقدرا ومكر الله تلوا
قلت اطبخوا لي جبة بيت عهد
الشرط والجزا المعنى قد يفي
أحد طرفي جملة أن تضف
فعليتين والرجوع ان على
لنقضه لنكتة يريد
من جهتين اشتملاه حيث عن
أوعكسه تغاير يعمه
وفضلوا ذا النوع ثم تاليه
بعيده فتارة يجرّد
ثم المرشح الذي له حوى
فليس في البديع مثل شانها
لا لقريب أو بعيد قد زكن
ما اللازمان استويا واتفقا
مرشحا وضده مبينا
ثم المهيأة فما لا تستقر
أو لفظتين فقد لفظ فقدها
وافرق بذهن قد حوى تقويما
بكلمة بعض الذي أفاد
أو أوّل بمضمر والباقي
أخجلها وهابها المعتمد
يرادف المقصود لا ما لزما
فذلك التمثيل إذ ما قصدا
لفظا و بعد ما لكلّ عددا
لسامع مجملا أو تفصيلا
مشوشا وفيه رابعا حكوا
وقيل لا خلف بتحرير النظر
كقول بعض الشعراء إذ زهد
مفسدة للمرء أيّ مفسدة
بينهما في مدح أو أمر  عنى
إليه تعيينا فتقسيم يحل
فرق وجهى ذاك أو يجمع عدد
كلاهما جمع وأوّل خذا
وقد تجي ثلاثة تضميما
لآخر القصة فهي تنظم
أقسامه أو حاله مضيفا
آية شورى ويقال البيت هب
ذي صفة آخر مثله زكن
كمن فلان لي صديق وأجل
بحرا به مندفقا ومنه أن
نصحا وتوبيخا وتعريضا قصد
ثم المبالغة أن يدعيا
حدا محالا أو بعيد الرتبة
يمكن فالتبليغ أو فى العقل قد
أولا ولا فهو غلوّ ما احتمل
نحو يكاد زيتها يضيء
أو مخرج الهزل من الشاعر عن
أصلا وبعض في السموّ نابغه
وما رأيت غيره بمعتنى
إلحاق جزئيّ بكليّ نما
إيراده الحجة للمرام
لو كان فيهما وما له تلا
لمتعلق  به  ما  أثبتا
أولا عن الذي بشيء وصفا
عدى بمن إلى الذي ذاك قصد
والحسن في التعليل أن يدعيا
بلطف معنى لا حقيقي يصحب
علته وذاك ضربين عهد
أو علة خلاف ذي قد بانت
أو غيره وما على الشك بنى
يشبه ذما وثلاثا قسما
من وصف ذم قد نفى من قبل
عيب له إلا ارتقاه للعلا
مدح يلي وصفا له لا ينفي
عامله للذمّ معنى قد وفى
نحو وما تنقم منا إلا
كمثل الاستثناء باقتراب
من نفى وصف المدح ذم يعنى
إلا عمى عن الطريق المهتدى
كجاهل لكنه ذو ظلم
زواله ثم لذمّ يفهم
يستتبع المدح بشيء غير ذا
يسق له فذاك إدماج أعمّ
يفهم وصفا للذي الأول خص
محتملا وجهين باختلاف
ياليت عينيه سواء جعلا
يأتي بألفاظ شهيرة بفن
كالرفع والنصب وكالجزم وجر
من أمره جزم وللحكم انتصب
تفسير الابهام كذا لغيره
لكنه يأتي لمن قد عاتبه
به كذا بل غيره قد أوردا
أو خذ بل قد ضاء صغت النظما
مباحثا كيف تهجي باوتا
والهجو في معرض مدح نظموا
ونحوها فسمّ بالنزاهة
مساق غيره لنكتة تهم
والذم والتوبيخ والتدله
أمنكم سعاد أم من البشر
وصف بقول غيره أطلق على
هذا لغيره ولكن يسكت
ومنه لفظ في كلام حمله
بذكر ذي تعلق له حصل
فقل له عن صحبتي ووطني
يسلم الفرض المحال ثم عن
مامنع أتباعه ويوردا
مريده علق فالمناقضه
حيث أفادا بهجة وحسنا
وأبه وجده على الولا
مثل الحسين بن الحسين بن علي
من شقى الجملة ضذ ما ذكر
بينه ابن يوسف الأندلسي
حرره الطيبي فابحث عنه
مفهوم تاليه وبالعكس خذا
نفى الثبوت بانتفا الأسباب
أو حكمة فهو الكلام الجامع
ترتيبه أوصافه المتابعه
ففوقه ثم التدلى يعنى
من غرض لآخر قد شاكلا
كالمدح والهجو ونحو ذين
فان يطابق فبالاتفاق سم
والاكتفاء حذف بعض الكلم
تورية عن اكتفاء صرفت
والاتساع شامل لما عرف
تفسيره فذاك تفسير الخفي
فذاك إيضاح بلا إبهام
غير المراد فاشتراك صادر
ورده الجلال في الإيضاح
سميته التأسيس والتفريعا
يبنى عليها شعبة يقصدها
وخلق ذا الدين الحياء المونق
مثاله ليس الشديد الصرعه
توصلا لحكم ما به ابتدى
فذلك التمهيد للدليل
به وبالتصحيف أمن قصدا